ما هو ارتجاع المرئ ؟

ارتجاع المريء هي مشكلة تتسبب في رجوع عصارة المعدة الحمضية إلى المريء نتيجة وجود خلل في العضلة المسؤولة عن منع عودة السوائل والعصارات إلى المريء مرة أخرى،
أو نتيجة لوجود فتق في الحجاب الحاجز، وهي مشكلة يعاني منها الكثير من الناس..
فـ متى يكون ارتجاع المرئ خطير؟ وهل ارتجاع المريء يسبب الوفاة أم أن الوفاة لا تعد من مخاطر ارتجاع المرئ؟
نتعرف على إجابة هذه التساؤلات بشيء من التفصيل من خلال هذه المقالة.

هل ارتجاع المريء يسبب الوفاة ؟

لا شك أن ارتجاع المريء مرض مزعج ومؤلم، وأنه يؤثر بشكل كبير على جودة حياة المريض، ولكن في الحقيقية..
إنه لا يصنف كواحد من الأمراض المسببة للوفاة، أو بمعنى أدق..إنه لا يتسبب في الوفاة بشكل مباشر،
ولكن الأعراض المصاحبة له، والمضاعفات الناتجة عن إهمال علاجه بمجموعها قد تتسبب في وفاة المريض.
ويزداد خطر الإصابة بالوفاة في حالة كان المريض مصابًا بفتق في الحجاب الحاجز، ويعاني من ضيق في التنفس عند تناول الطعام،
أو تطور المرض إلى أن تحولت خلايا المريء إلى خلايا سرطانية.

هل ارتجاع المرئ خطر؟

ارتداد أو ارتجاع المريء مرض شائع لدى الكثير من الناس، ولكن لا تظهر أعراضه وخطورته بنفس الصورة على جميع المصابين،
ولا يكون الوضع خطرًا في المراحل الأولى من المرض.
فبعض المرضى الذين يعانون من ارتجاع المريء بدرجة بسيطة قد لا تكون مشكلتهم سوى المعاناة من الحموضة عند تناول أكلات معينة (الأطعمة الدسمة والغنية بالزيوت مثلا)،
أو لا تظهر أعراض الارتجاع سوى مرة أو مرتين أسبوعيًا.
وبعض الأشخاص الذي يعانون من ارتجاع في المريء ولكن بدرجة متوسطة قد تظهر عليهم الأعراض عند تناول كميات معينة من الطعام،
أيًا كان نوع الطعام الذي يتناولونه، وربما تظهر هذه الأعراض بشكل شبه يومي، أو بمعدل 4 أيام بالأسبوع.
أما الأشخاص الذين يعانون من درجات عالية من ارتجاع المريء فقد يستمر ظهور الأعراض يوميًا، ويصير المريض لا يستطيع تحمل هذه الآثار،
حتى إنه قد يضطر إلى الاستيقاظ من النوم بسبب شعور الحرقة المستمر.
ويزداد الوضع خطورة كلما تُرك المريض دون علاج إلى أن يصل إلى مراحل متأخرة، وهذا ما سنذكره بالتفصيل في الفقرة التالية.

متى يكون ارتجاع المرئ خطير؟

يقول الدكتور رامي سعيد -استشاري مناظير الجهاز الهضمي والكبد- إنه في حالة استمرار عودة الأحماض إلى المريء لوقت طويل،
نتيجة عدم تناول المريض للأدوية أو عدم خضوعه لإحدى عمليات علاج ارتجاع المرئ بالمنظار فإن ذلك قد يؤدي إلى حدوث تغيّر في الخلايا المبطنة للمريء،
حتى تطور الحالة إلى ما يسمى بـ مريء باريت، وهي الحالة التي تعرض المريض لخطر الإصابة بسرطان المريء.
ويحدث هذا التغيّر في الخلايا كرد فعل للجسم في محاولته للتأقلم مع الحمض الذي يتعرض له بشكل مستمر، فخلايا المريء الطبيعية غير قادرة على التعامل مع أحماض المعدة.

مخاطر ارتجاع المرئ

قد يتعرض المريض الذي لم يلجأ إلى العلاج أو قام باتباع طريقة علاج غير مناسبة إلى حدوث إحدى هذه المضاعفات:

  • الإصابة بالقرح.
  • حدوث نزيف، وربما لا يلاحظه المريض لتحول لونه إلى الأسود.
  • القيء المستمر.
  • تحور الخلايا وتحولها إلى خلايا قابلة لأن تكون سرطانية مع مرور الوقت.

وينصح الدكتور رامي سعيد المرضى الذين بدأت أعراض الارتجاع تظهر عليهم بضرورة التوجه إلى الطبيب المتخصص في علاج ارتجاع المريء في أقرب وقت حتى لا يتعرضوا إلى هذه المضاعفات الخطيرة.