منظار EUS

يقتصر دور منظار الجهاز الهضمي التقليدي على تشخيص الأمراض والمشكلات الموجودة على مسار هذا المنظار، وهي أمراض المريء والمعدة والاثنى عشر. ورغم أن المنظار يساعد في رؤية محتويات المعدة والأمعاء بصورة دقيقة، إلا أن بعض المشكلات قد لا تكون داخل جدار المعدة، بل خارجها، حتى وإن كان ذلك في صورة ورمٍ ظاهرٍ في المنظار.

إن بعض أورام الجهاز الهضمي وخاصة أورام البنكرياس غالبًا لا تظهر أو لا يُمكن تحديدها ومعرفة طبيعتها بالفحص بالموجات فوق الصوتية أو بمنظار الجهاز الهضمي التقليدي، ومن هنا جاءت فكرة منظار EUS.. والذي يُطلق عليه “منظار الموجات فوق الصوتية”، أو “السونار بالمنظار”.

في السطور القادمة يوضّح لنا الدكتور رامي سعيد -استشاري مناظير الجهاز الهضمي والكبد والبنكرياس- تفاصيل هذه التقنية الحديثة واستخداماتها وفوائدها التي لم يُعد يُمكن الاستغناء عنها.

ما هو منظار EUS؟

EUS هي اختصار لـ “Endoscopic ultrasound”، وتعني التنظير بالموجات فوق الصوتية، مما يعني أنه يجمع بين المنظار التقليدي وتقنية الموجات فوق الصوتية.

المنظار هو أداة مكونة من أنبوبٍ مرنٍ طويل في نهايته كاميرا تساعد على التقاط الصور داخل مسار الجهاز الهضمي، وفي منظار EUS أُضيف إليه أيضًا تقنية الموجات فوق الصوتية لرؤية الأنسجة المحيطة بجدار المعدة والأمعاء، مثل الكبد والعقد اللمفاوية، والبنكرياس على وجه الخصوص.

ما هي استخدامات منظار EUS؟

يُستخدم منظار الموجات فوق الصوتية EUS لأهدافٍ تشخيصية بصورة أساسية، وأهدافٍ علاجية أيضًا في بعض الحالات، وفيما يلي نتعرف على تفاصيل ذلك.

الأغراض التشخيصية لمنظار EUS:

  1. تشخيص وتحديد طبيعة أورام البنكرياس والأورام المحيطة بالمعدة والأمعاء.
  2. تحديد درجة الأورام المحيطة بالمعدة والأمعاء.
  3. أخذ عيّنات دقيقة من الأنسجة المحيطة بالمعدة.
  4. تقييم مدى الضرر الذي لحق بالأنسجة الخارجة عن جدار المعدة في حالة إصابتها بالالتهابات.
  5. تحديد الإجراءات العلاجية المناسبة في حالة إصابة المريض بورم البنكرياس الحميد أو الخبيث، وما إذا كان المريض يحتاج إجراءًا علاجيًا مكمّلًا للإجراء الجراحي أو سابقًا عليه أم لا.
  6. حماية المريض من الخضوع لإجراءٍ جراحي لا داعي له، وذلك في حالة كون الورم المُكتشف بمنظار EUS حميدًا.

الأغراض العلاجية لمنظار EUS

إن الهدف العلاجي لهذا المنظار لم يكن أساسيًا في بداية استخدامه، ولكن في وقتنا الحالي صار معتمدًا في علاج العديد من الحالات.. فتشمل الأغراض العلاجية:

  1. تصريف سائل القنوات المرارية في حال انسدادها وفشل المنظار المراري في علاج هذه المشكلة.
  2. تصريف سوائل أكياس البنكرياس التي قد تنشأ نتيجة الالتهابات.
  3. علاج بعض الآلام المزمنة المصاحبة لأورام البنكرياس والكبد والمعدة، وذلك عن طريق حرق العصب المغذّي للورم، وبالتالي تقليل حدته وإحساس المريض
    بالألم من 10 درجات إلى 6 درجات في بعض الحالات، وبالتالي يتمّكن المريض من التعايش بصورة طبيعية مع مثل هذه الأورام.

لماذا يُعتمد على منظار الموجات فوق الصوتية في تقييم أورام البنكرياس؟

إذا كانت طريقة اكتشاف أورام البنكرياس وتحديد طبيعتها وتقييم درجتها تعتمد بصورة رئيسية على الموجات فوق الصوتية، فلماذا لا يعتمد الأطباء على تقييم مثل هذه الأورام بالاستعانة بجهاز الموجات فوق الصوتية خارج الجسم؟!

إن تشخيص أورام البنكرياس بالموجات فوق الصوتية خارج الجسم من الإجراءات الصعبة، وذلك لصعوبة رؤيته بسبب الغازات التي تتراكم عادة أمام البنكرياس، ولا يُمكن للموجات فوق الصوتية أن تتخطاها أو توضحّ صورة البنكرياس بوضوح، ناهيك عن إمكانية تحديد الورم الموجود بالبنكرياس أو بجواره.

إذًا، هل هناك بديلٌ لمنظار EUS؟

لا يُوجد بديل لهذا المنظار في تقييم أورام البنكرياس على وجه الخصوص، ويصنّف كإجراءٍ تكميلي للأشعة المقطعية لتقييم العديد من الأورام المحيطة بالمعدة والبنكرياس.

كيف تستعد لمنظار الموجات فوق الصوتية؟

يؤكد الدكتور رامي سعيد على أن هذا المنظار من الإجراءات السهلة والبسيطة التي لا تستغرق وقتًا طويلًا، ولكن هناك بعض التعليمات التي ينبغي أن يلتزم بها المريض قبل الخضوع لهذا الإجراء، وتشمل:

الصيام عن الطعام لمدة لا تقل عن 8 ساعات قبل الإجراء، وذلك لأن الطعام من الممكن أن يتسبب في وجود غازات، ومن المعروف أن الغازات والهواء يعيق عمل الموجات فوق الصوتية لعدم قدرتها على المرور خلاله.
قد يمنعك الطبيب من تناول بعض أنواع الأدوية، لذا عليك أن تخبره بكافّة الأدوية التي تتناولها قبل الإجراء.
ارتداء ملابس مريحة لسهولة تبديلها قبل الإجراء وبعد الانتهاء منه.

سيقوم الطبيب بإعطائك مهدئًا أو مخدرًا حتى لا تشعر بالألم أو الانزعاج في أثناء الإجراء، ولذا عليك باصطحاب أحد المقربين معك حتى تتمكن من العودة إلى منزلك دون أن تتعرض لأي مخاطر ناتجةٍ عن تأثير التخدير.