ارتجاع المريء هو حالة تحدث عندما يتدفق الحمض من المعدة إلى المريء مسببًا حرقة وأعراضًا أخرى. قد يحتاج بعض الأشخاص إلى علاج دوائي أو جراحي للتخلص من هذه الحالة، لكن العديد من الأشخاص يستطيعون التحكم فيها بواسطة تغييرات في نمط الحياة والنظام الغذائي.

في هذا المقال، سنتحدث عن بعض علامات الشفاء من ارتجاع المريء، وكيفية تعزيز عملية التعافي عبر اتباع بعض النصائح والإرشادات.

علامات الشفاء من ارتجاع المريء

قد تختلف العلامات والأعراض التي تشير إلى تحسن حالة ارتجاع المريء من شخص لآخر، ولكن بصورة عامّة تشمل أهم العلامات:

  • انخفاض تكرار وشدة حرقة المعدة (الحموضة)

حرقة المعدة هي أحد أكثر الأعراض شيوعًا لارتجاع المريء، وهي شُعور بحرقة أو ألم في الصدر أو الحلق بعد تناول الطعام أو الاستلقاء، وخاصة عند الأكل قبل النوم مباشرة. 

إذا كنت تلاحظ أن شعور الحموضة لم يعد يحدث أو قلّ تكراره، فهذا يعني أن عضلة المريء باتت تعمل بكفاءة، وأن حمض المعدة لم يعد يصعد إلى المريء كما كان الحال سابقًا.

  • تحسن الهضم والشهية

يُسبب ارتجاع المريء مشكلات في الهضم، مثل الغثيان أو الانتفاخ أو الشعور بالامتلاء بسرعة أو فقدان الشهية. 

فإذا كنت تشعر بأنه بات هضم الطعام سهلًا وأنك صرت تستمتع بتناول الطعام أو لا تخشى تناول وجبات معينة فهذا يدل على التعافي من مشكلة ارتجاع المريء.

  • تحسن النوم والمزاج

ارتجاع المريء قد يؤثر سلبًا على طبيعة نومك ومِزاجك، ويظهر ذلك في صورة الأرق أو الاستيقاظ بسبب الألم أو القلق أو الشعور بالضيق. 

إذا تعافيت من مشكلة ارتجاع المريء فستلاحظ تحسنًا في جودة نومك، وأنك لم تعد تستيقظ بسبب أكلة قد أكلتها قبل نومك، وأن حالتك المِزاجية باتت أفضل من ذي قبل.

 

تعرف على مدى خطورة مضادات الحموضة على المدى الطويل

كيفية تعزيز عملية الشفاء من ارتجاع المريء

فيما يلي نقدّم لك أهم النصائح التي تُساعد في التعافي، ومن ثم ظهور علامات الشفاء من ارتجاع المريء في أسرع وقت. وسواءٌ كان العلاج عن طريق الخضوع لإحدى العمليات -مثل عملية جردكس لعلاج الارتجاع-، أو كان العلاج تحفظيًا بالتأكيد سيفيدك اتّباع هذه النصائح. 

  • اتباع نظام غذائي صحي

بعض الأطعمة والمشروبات قد تزيد من إنتاج الحمض أو تضعف العضلة الملساء التي تمنع الحمض من الارتداد إلى المريء، ولذا يُنصح بالحد من تناول الأطعمة والمشروبات التالية -أو تجنّبها-: الشوكولاتة والنعناع والبهارات الحارة والطماطم والحمضيات والقهوة والشاي والبيبسي والدهون والأطعمة المقلية. 

بدلاً من ذلك، يمكنك تناول الأطعمة والمشروبات التالية: الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون، والزنجبيل والشاي الأخضر والألوفيرا، والاستعاضة عن السكّر الأبيض بإضافة العسل إلى المشروبات.

  • الحفاظ على وزن صحي

الوزن الزائد أو السمنة قد تزيد من الضغط على المعدة ويسهل ارتجاع الحمض إلى المريء، ولذا دائمًا ما ينصح الدكتور رامي سعيد بضرورة التخلّص من الوزن الزائد، والوصول إلى وزن الجسم المثالي.

  • الامتناع عن التدخين

التدخين قد يضر بالعضلة الملساء التي تمنع ارتجاع الحمض ويزيد من إنتاج الحمض، كما إنه قد يسبب التهاب المريء أيضًا. كما أن التدخين يؤخر من التعافي بعد عمليات ارتجاع المريء، ولذلك يوصي الأطباء بتجنّب التدخين فترة كافية قبل العملية وبعدها.

  • تجنب ارتداء الملابس الضيقة

تضغط الملابس الضيقة على المعدة، مما قد يساهم في ارتفاع الحمض من المعدة إلى المريء، ولذا ينصح الأطباء بارتداء الملابس الواسعة والفضفاضة، وخاصّة قبل النوم.

  • رفع مستوى الرأس في أثناء النوم أو الاستلقاء

الاستلقاء على الظهر قد يسهل ارتجاع الحمض إلى المريء، خاصة إذا كان ذلك بعد تناول وجبة ثقيلة أو في وقت متأخر من الليل. يمكنك رفع مستوى رأسك عبر وضع مخدات بحيث يكون الجزء العلوي من جسمك أعلى من الجزء السفلي، إذ قد يساهم ذلك في منع الحموضة واختفاء أعراض ارتجاع المريء.

  • مضغ العلكة الخالية من السكّر

مضغ العلكة قد يساعد في تحفيز إنتاج اللعاب، والذي يعمل على تطهير المريء من الحمض وتهدئة الالتهابات كذلك. ولكن يُنصح باختيار العلكة الخالية من السكر والنعناع.

  • استشارة الطبيب

إذا لم تظهر علامات الشفاء من ارتجاع المريء بعد خضوعك للوسيلة العلاجية التي حددها لك الطبيب فإنك في هذه الحالة قد تحتاج إلى استشارة الطبيب لتقييم حالتك ومعرفة سبب تأخر التعافي، ومن ثم يقرر تغيير خطة العلاج، أو الخضوع لإجراء آخر. 

قد يشمل العلاج استخدام بعض الأدوية، مثل مضادات الحموضة، والتي تساعد في تقليل إنتاج الحمض أو منعه من الوصول إلى المريء. 

وفي بعض الحالات الشديدة قد يكون خضوعك لعملية -جراحية أو غير جراحية- ضروريًا لتصحيح الخلل الموجود في عضلة نهاية المريء، وخاصةً إذا كان المريض يعاني أيضًا من مشكلة فتق الحجاب الحاجز.

متى تظهر علامات الشفاء من ارتجاع المريء؟

تختلف المدّة التي تظهر فيها علامات الشفاء من الارتجاع المعدي المريئي وفقًا لنوع الإجراء الذي خضع له المريض، فإذا كان العلاج تحفظيًا ومتمثلًا في تغيير نمط الحياة فسيستغرق ظهور العلامات وقتًا أطول مما إذا خضع المريض لإحدى عمليات ارتجاع المريء، وخاصة عملية جردكس الألمانية التي يظهر التحسن بعدها في غضون أسبوعٍ أو أسبوعين فقط.

تنويه: لا تختفي جميع أعراض الارتجاع في وقتٍ واحد، فلن تستيقظ يومًا من نومك وتجد أنك “تعافيت من ارتجاع المريء”، ولكن أولًا ستنخفض حدّة الأعراض، ومن ثم يختفي العرَضُ تلو الآخر، ولكن مع ضرورة الالتزام بالنصائح التي ذكرناها سلفًا في هذه المقالة.

وفي النهاية، يؤكد الدكتور رامي سعيد عامرعلى ضرورة استشارة الطبيب حال إصابتك بارتجاع المريء، وعدم التعامل مع هذا المرض وفقًا لـ “الطب الشعبي” أو نصائح الأصدقاء، إذ إن بعض هذه النصائح من الممكن أن يتسبب في المزيد من الضرر للمريض، ولا يساهم في العلاج الحقيقي بأي حال من الأحوال.

احجز موعدك الان مع الدكتور رامي سعيد عامر استشاري الجهاز الهضمي والمناظير