ارتجاع المريء الصامت

ما هو ارتجاع المريء الصامت؟ وما هي أسبابه وأعراضه؟ وما هي اعراض ارتجاع المريء الصامت للرضع؟ و هل يمكن الشفاء منه بصورة نهائية؟ يجيبنا الدكتور رامي سعيد -استشاري الجهاز الهضمي والمناظير – على جميع هذه التساؤلات في هذا المقال.

إن مرض ارتجاع المريء هو واحد من أشهر الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي، وهو منتشر بصورة كبيرة لدى الكثير من الناس، وخصوصًا من يعانون من زيادة الوزن، أو الأشخاص الذين يمارسون عادات غذائية سيئة وغير صحية، مثل تناول الطعام مباشرة قبل النوم، أو تناول الطعام الغني بالدهون بكثرة. وتتمثل أعراض ارتجاع المريء التقليدية في التسبب في الحموضة وحرقة الصدر والمعدة، بالإضافة إلى الإزعاج الشديد أثناء النوم بسبب الارتجاع.

ولكن هل من الممكن أن تكون مصابًا بارتجاع المريء دون تظهر عليك هذه الأعراض؟ بل تظهر عليك أعراض أخرى لا دخل بها بالجهاز الهضمي فتظل تتردد بين الكثير من التخصصات الطبية ولا تجد الحل؟! إن الإجابة تتلخص في ارتجاع المرئ الصامت!

يشرح الدكتور رامي سعيد كيفية استخدام تقنية الجردكس الألمانية

ما هو ارتجاع المريء الصامت؟

إن ارتجاع المريء بصورة عامّة يعني وجود ضعف أو خلل في العضلة التي تفصل بين المريء والمعدة، والتي تعمل على منع عودة الطعام وأحماض المعدة إلى المريء مرة أخرى أثناء تناول الطعام أو الشراب، فهي تعمل كصمام أو بوابة إن صح التعبير.

وعندما يحدث خلل في هذه البوابة فإن أحماض المعدة ترجع إلى المريء مرة أخرى، مما يُسبب الشعور الشائع لهذا المرض، ألا وهو “الحموضة”، بالإضافة إلى حرقة الصدر، ورغم أن الألم لا يكون موجودًا في الرئة أصالة، إلا أن المريض يشعر به في هذه المنطقة بسبب أن المريء موجود في التجويف الصدري.

ولكن في حالة الإصابة بارتجاع المريء الصامت فإن هذه الأعراض التقليدية لا تظهر، بل الذي يحدث هو ظهور أعراض مختلفة تمامًا في شتّى أنحاء الجسم، فمنها ما يؤثر على الأذن الوسطى، ومنها ما يؤثر على الأسنان، ومنها ما يظهر في صورة أعراض شبيهة بأعراض الأنفلونزا.. ولذلك يظل المريض في حيرة من أمره، فيذهب إلى تخصص الأسنان مرة، وإلى تخصص الأنف والأذن والحنجرة مرة أخرى.. ولكن للأسف، دون أي جدوى.

وفي النهاية، نجد أن الحل عند الطبيب المتخصص في مناظير الجهاز الهضمي، والذي يشخّص بدقة أعراض ارتجاع المريء الصامت، ومن ثم يحدد طريقة العلاج المناسبة.

ما هي أعراض ارتجاع المريء الصامت؟

كما وضحنا سابقًا.. تختلف أعراض الارتجاع الصامت عن أعراض الارتجاع التقليدية، إذ تظهر الأعراض التالية على المريض:

  • بحة الصوت وألم في الأحبال الصوتية، يُعد هذا العرض مهمًا وغير تقليدي، إذ يشعر المريض ببحة الصوت خاصة في فترة الصباح، ومن ثم تزول هذه
  • البحة تدريجيًا أثناء اليوم.
  • التهابات الأذن الوسطى.
  • الصداع.
  • التهابات الجيوب الأنفية.
  • الكحة.
  • الغُصّة (الشرقة).
  • التهاب اللثة وتسوس الأسنان.

ونلاحظ أن جميع هذه الأعراض تشترك في كونها غير صادرة من المريء، وهذا هو ما يسبب الحيرة للمريض ويجعله يلجأ لتخصصات متعددة لحل المشكلة التي يعاني منها، ولكن ذلك لا يرجع عليه بالفائدة كما وضحنا سابقًا، فهو في الأصل مصاب بأحد أنواع الارتجاع المريئي.

ولا يعني ظهور هذه الأعراض أن المريض قد لا يظهر عليه أعراض ارتجاع المريء التقليدية، ولكن نعني بذلك أن الأصل في هذه الحالة هو ظهور أعراض ارتجاع المرئ الصامت بصورة أكبر من أعراض الارتجاع التقليدي.. وهذا يثير سؤالًا آخر.. هل تتشابه أعراض الارتجاع الصامت بين الكبار و الرضع؟

ما هي أعراض ارتجاع المريء الصامت للرضع؟

لن يستطيع الرضيع التعبير عما يعاني منه بلسانه، ولكن ستظهر عليه الأعراض على النحو التالي:

  • رفض الرضاعة.
  • محاولة إمالة الرأس للخلف حتى يتجنب الشعور بالحموضة.
  • مشكلات في التنفس، وسماع أصوات مختلفة أثناء عملية التنفس.
  • تغير رائحة الفم لتصبح رائحة كريهة.

فهذا ما قد تلاحظه الأم على طفلها الرضيع، وحينها يستوجب الأمر زيارة الطبيب المتخصص في علاج أمراض الجهاز الهضمي.

ولكن أليس منشأ الارتجاع واحدًا؟ فما السر وراء اختلاف الأعراض؟ دعونا نتعرف على إجابة ذلك من خلال معرفة أسباب ارتجاع المريء الصامت.

ما هي أسباب ارتجاع المريء الصامت؟

إن السبب الرئيسي وراء حدوث الارتجاع هو الخلل في الصمام الموجود في نهاية المريء، والذي يعمل كوسيلة لمنع عودة حمض المعدة إلى المريء مرة أخرى، بالإضافة إلى أن فتق الحجاب الحاجز قد يكون عاملًا مساهمًا في زيادة احتمالية الإصابة بارتجاع المريء.

ولكن أسباب ارتجاع المريء الصامت وأعراضه المختلفة هي وصول حمض المعدة إلى أجزاء مختلفة من الجسم غير المريء، كأن يصل الحمض في بعض الأحيان إلى الرئتين فيتسبب في السعال، أو إلى الحنجرة فيتسبب في التهاب الأحبال الصوتية، أو يؤثر على وظائف الجسم بصورة عامة فيتسبب في الصداع تارة وفي التهاب الجيوب الأنفية تارة أخرى.

والذي يستطيع تشخيص مثل هذه الحالات هو الطبيب المتخصص في علاج أمراض الجهاز الهضمي وعلاج ارتجاع المريء.

ما هي مضاعفات ارتجاع المريء الصامت؟

إهمال علاج ارتجاع المريء الصامت قد يؤدي إلى تدهور الحالة وزيادة حدة الأعراض، بل وزيادة حيرة المريض بسبب كثرة التردد على عيادات التخصصات الطبية المختلفة.

ومن المعروف أن أنسجة المريء لا تتحمل الحموضة العالية التي تصعد المعدة، فإذا بقيت هذه الحالة، وكثر تعرض أنسجة المريء إلى الحمض، فإن ذلك قد يؤدي إلى تحولها إلى خلايا سرطانية مع مرور الوقت.

ولذا، من الضروري تجنب مضاعفات ارتجاع المريء الصامت منذ بداية ظهور الأعراض، وذلك من خلال اللجوء لأحد أفضل المتخصصين في علاج ارتجاع المريء، ألا وهو الدكتور رامي سعيد.

هل يمكن الشفاء من ارتجاع المريء الصامت؟

رغم أن ارتجاع المريء من الأمراض المزمنة، إلا أن علاجه بصورة نهائية هو أمر بات ممكنًا بفضل التقنيات الحديثة التي ظهرت مؤخرًا، والتي من أهمها: عملية ارتجاع المريء gerdx.

وتمر مراحل العلاج بالآتي:

  • تشخيص المريض لمعرفة درجة الارتجاع التي يعاني منها، والتي على أساسها يتم وضع خطة العلاج الكاملة.
  • وصف نظام غذائي صحي يساهم في الحد من أعراض ارتجاع المريء الصامت.
  • ضرورة التخلص من السمنة والوزن الزائد الذي يعاني منه المريض، فإن ذلك من عوامل الخطر التي تساهم في عدم علاج ارتجاع المريء.
  • الخضوع لـ عملية ارتجاع المريء gerdx إن رأى الطبيب أن الحالة تستدعي ذلك.

وبهذه الخطوات تنتهي شكوى المريض من أي أعراض خاصة بارتجاع المريء، وفيما يلي نبذة صغيرة عن عملية GERDx لعلاج ارتجاع المريء الصامت.

مريض يشرح تجربته بعد إجراءه عملية الجردكس مع الدكتور رامي سعيد

ما هي عملية ارتجاع المريء جردكس –  gerdx؟

تعتبر تقنية GERDx واحدة من أحدث التقنيات المستخدمة في علاج الارتجاع المريئي، وهي تقنية ألمانية غير جراحية، تعتمد على تثبيت غرز “غير جراحية” في نهاية المريء، لدعم الصمام أو العضلة الفاصلة بين نهاية المريء والمعدة، وبالتالي تمنع ارتداء حمض المعدة إلى المريء مرة أخرى.

فهي وسيلة لـ علاج ارتجاع المريء نهائيًا، ولكن مع ضرورة التزام المريض بالنظام الغذائي الموصوف من قبل الطبيب طوال مدة العلاج، واتباع نمط حياة صحي للحصول على أفضل النتائج من العملية.

في النهاية، يمكنكم الاطلاع على المزيد من التفاصيل حول هذه العملية وطرق علاج ارتجاع المريء المختلفة من خلال تصفح المقالات الموجودة على الموقع الإلكتروني الخاص بالدكتور رامي سعيد، أو الاتصال على أرقام المركز الخاص به لتحديد موعد للزيارة والاستشارة.