تحليل جرثومة المعدة

يقلق المرضى بشأن ما يلاحظونه من أعراضٍ غريبة على أنفسهم، وخاصّة إذا كانت هذه الأعراض متنوّعة وغير مرتبطة بجزء واحد من الجسم فقط، فعلى سبيل المثال يجدون أنفسهم مصابين بالصداع، ويعانون من ألم في البطن، وربما تكون حالتهم النفسية سيئة أيضًا، أو يتحوّل لون برازهم إلى اللون الأسود، كلّ هذه الأعراض قد تكون بسبب إصابتهم بواحدة من أشهر أنواع البكتيريا في العالم، وهي جرثومة المعدة.

كيف تُكتشف الإصابة بالجرثومة؟ وما هو تحليل جرثومة المعدة الذي يطلبه الأطباء؟ وما هو أدق أنواع التحاليل المتاحة؟ هذا ما سنعرف إجابته مع الدكتور رامي سعيد عامر – استشاري الجهاز الهضمي والمناظير والكبد – من خلال مقالنا اليوم.

1- تحليل جرثومة المعدة عن طريق الدم

يُمكن تشخيص واكتشاف جرثومة المعدة عن طريق تحليل الدم الذي يكشف عن الأجسام المضادة من نوع IgM، أو عن طريق التحليل الجديد “H. Pylori VacA and CagA Line Test”.

يساهم تحليل اللاين تيست في اكتشاف شراسة جرثومة المعدة، وليس وجودها فقط، فإذا كانت من النوع الشرس الذي قد يسبب مضاعفات خطيرة كان علاجها ضروريًا، ويجب أن يبدأ فيه المريض مباشرة.

ويرجّح بعض الأطباء تحليل “Line Test” عن تحليل الأجسام المضادة، بل يجدون أن تحليل الأجسام المضادة قد لا يكون مُجديًا في بعض الأحيان، أو لا يُبنى عليه قرار الخضوع للعلاج.

2- تحليل جرثومة المعدة عن طريق البراز

يُعدّ تحليل الجرثومة عن طريق البراز هو الخيار الأشهر والأكثر إقبالًا من المرضى، فمن السهل إجراؤه، حيث يذهب المريض إلى أي معمل تحاليل لعمل تحليل البراز، ومن ثم ينظر في النتيجة بنفسه ليجدها “إيجابية” فيذهب بعدها إلى الطبيب، أو يجدها “سلبية” فيظن أنه ليس بحاجة إلى الذهاب للطبيب أو أنه غير مصاب بجرثومة المعدة.

ولكن في الحقيقة، إن تحليل الجرثومة عن طريق البراز يجب أن يتم تحت إشراف طبيب الجهاز الهضمي المتخصص، إذ إن له شروطًا يجب أن تتحقق أولًا قبل إجراء التحليل، مثل الامتناع عن تناول المضادات الحيوية ومضادات الحموضة قبل إجراء التحليل بنحو أسبوعين إلى أربعة أسابيع، كما يجب ألا يكون البراز في حالة الإسهال، وأن تكون كميّة الإنتوجينات التي تنتجها الجرثومة في البراز كبيرة.

3- تحليل جرثومة المعدة بالتنفس

وهو تحليل يعتمد على المقارنة بين الحالة الطبيعية، وأخرى بعد تناول المريض لمحلول معيّن يتفاعل مع الجرثومة. وفي هذا التحليل ينفخ المريض في بالون، وبعدها يُطلب منه شرب محلول معيّن، ليُعاد اختبار النفخ أو التنفس مرة أخرى بعد 15 دقيقة تقريبًا.

ويُقارن الطبيب بين الحالة الأولى والحالة الثانية ليرى الزيادة في نسبة ثاني أكسيد الكربون في النفخة الثانية، فإن كانت المعدّلات زائدة وغير طبيعية أشار ذلك إلى إصابة المريض بجرثومة المعدة.

ملحوظة: يُشترط في هذا التحليل أيضًا أن يتوقّف المريض عن تناول المضادات الحيوية ومضادات الحموضة قبل الإجراء بأسبوعين على الأقل.

ما هو أدق تحليل لجرثومة المعدة؟

من بين هذه الطرق، قد يتساءل المرضى حول التحليل الأدق والأفضل للجرثومة، وفي هذا الصدد نوضّح أن التحليل الدقيق هو الذي يُجرى في الظروف الصحيحة، وحال كون المريض قد طبق الشروط المطلوبة قبل إجراء أيٍ من هذه التحاليل، وأن يكون تحت إشراف الطبيب المتخصص حتى يتمكّن من قراءة النتائج، ومن ثم اتّخاذ القرار الصحيح بشأن العلاج المناسب لكل حالة.