عملية أرما لعلاج ارتجاع المريء

نبذة عن أعراض ارتجاع المريء وتعريفه

قبل أن نبدأ في تعريف ارتجاع المرئ وآلية عمل صمام المعدة، دعنا نتعرف بدايًة عن مكونات يتكون الجهاز الهضمي العلوي من ثلاثة أعضاء أساسية:

• المريء (أنبوب يعمل كوصلة بين الحلق والمعدة).
• المعدة (عضو عضلي مُجوَّف يختص بهضم الطعام، ويحتوي على بعض الأحماض والأنزيمات الهاضمة).
• الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة (الاثني عشر).

ما هو إرتجاع المرئ؟

يوجد عند نهاية المريء لدى كل شخص عضلة أو صمام يفتح كي يمر الطعام خلاله فيدخل إلى المعدة، ثُم يُغلِق لمنْع انتقال أي أحماض أو عُصارات هاضمة من المعدة إلى المريء والحلق.

ويُعرَف ارتجاع المريء بأنه مرض يُصيب الجهاز الهضمي العلوي، وتؤدي الإصابة بذلك المرض إلى ضعف العضلة الموجودة عند نهاية المريء، الأمر الذي يسمح بصعود أحماض المعدة والعُصارات الهاضمة إلى الأعلى (تجاه المريء والحلق).

أعراض ارتجاع المرئ

عندما تتسرّب أحماض المعدة إلى المريء والحلق نتيجة الإصابة بارتجاع المرئ، يُصاب المريض بالأعراض التالية:

• الشعور بحرقة وألمٍ في الصدر (الحموضة الشديدة)، وعادةً ما تزداد الحرقة بعد تناول الطعام أو قبل النوم.
• صعوبة في البلع.
• الكُحة الجافّة (أي غير المصحوبة بالبلغَم).
• ألم في الحلق وظهور بحّة في الصوت.
• صعود أحماض المعدة إلى الحلق والفم، وهو ما يُسبب الإحساس بطعم حامضٍ في الفم، لا سيما عند الاستلقاء (النوم).
• القيء.
• الشعور بوجود قطع من الطعام عالقةً في الحلق (أو الشعور بوجود كُتلة في الحلق عمومًا).

ما أنْ يُلاحظ الشخص ظهور الأعراض التي ذكرناها أعلاه، عليه بالتوجه السريع إلى أقرب طبيب جهاز هضمي من أجل معرفة التشخيص الدقيق والخضوع للعلاج المُناسب.

كيف يتم علاج ارتجاع المرئ

يلجأ الأطباء عادة لعلاج ارتجاع المريء إلى بعض الحلول العلاجية، تتضمن:

• الأدوية (مثل: مثبطات مضخة البروتونات – Proton،pump inhibitor وهي أدوية تُقلل معدلات إنتاج الأحماض في المعدة).
• عملية ستريتا.
• تقنية جيردكس (GERDx) الألمانية.
• عملية أرما “ARMA” أو Anti-reflux mucosal ablation. 

عادة مُدة ما يضع الطبيب المُختص خطة علاجية للتخلص من ارتجاع المريء أولًا بالأدوية لفترة زمنية تستمر لبضعة أسابيع، وإذا لم تستجب حالة المريض لتلك الأدوية، يُقرر الطبيب إجراء إحدى التدخلات الدقيقة، مثل عملية أرما أو ستريتا أو جيردكس.

ما هي عملية أرما لعلاج ارتجاع المريء؟

تعتمد فكرة عملية أرما لعلاج ارتجاع المريء على كيّ الغشاء المُخاطي المُبطن للجزء العلوي من جدار المعدة (gastric mucosa) عند أسفل عضلة المريء العاصرة، المُسماة “عضلة الفؤاد”. 

يؤدي كيّ الأغشية المخاطية المُبطنة لجدار المعدة إلى تندُّبها وتحوُّلها إلى أنسجة ليفية. عندما تتكون تلك التليُّفات، فإنها تُساعد على تضييق عضلة المريء، وبالتالي لا تصعد أي أحماض أو عصارات من المعدة إلى الأعلى، ويتعافى المريض تمامًا من ارتجاع المريء.

يُجري الطبيب تلك العملية مُستخدِمًا مناظير الجهاز الهضمي بإحدى الطريقتين التاليتين:

1. الكي باستخدام سكين ثلاثي الزوايا (T-knife)

يستخدم الطبيب -خلال هذه العملية- أداة تُسمى T-knife أو Tri- angle Tip Knife، وهي أداة دقيقة تأخذ شكل حرف “T” باللغة الإنجليزية، وتعمل على كيّ أنسجة جدار المعدة العلوي. تستغرق تلك التقنية مُدة تتراوح من 40 دقيقة إلى ساعة تقريبًا. 

1. الكيّ بواسطة غاز الأرجون 

يستخدم الطبيب غاز الأرجون من أجل كيّ الغشاء المُخاطي لجدار المعدة. و تتلخص فكرة عمل تلك التقنية في إصدار ترددات كهربية تُساعد غاز الأرجون على التأيّن (عملية كيميائية تَعني تحوُّل ذرات المادة إلى جزيئات صغيرة ذات شُحنة كهربائية). يساعد غاز الأرجون المُتأيّن على كيّ غشاء جدار المعدة فيتحول إلى نسيج ليفي.

تتميز تلك الطريقة بقِصر مُدة إجرائها، فهي تُجرى في غضون 30 إلى 40 دقيقة، إلى جانب أنها أسهل وأكثر أمانًا مقابل طريقة الكيّ باستخدام الـ T-knife.

تعرف على كيفية إجراء منظار القولون

أهم اسئلة عن تقنية ارما لعلاج ارتجاع المرئ

الآن دعنا نجيب عن أهم الاسئلة التي يطرحها مرضى ارتجاع المرئ حول تلك التقنية العلاجية الحديثة:

لمن تُعد تقنية أرما خيارًا مناسبًا؟

تُعتبر تقنية آرما arma لعلاج ارتجاع المريء مناسبة للمرضى الذين:

• يعانون من ارتجاع مريء مزمن لا يستجيب للعلاج الدوائي طويل الأمد.
• لا يفضلون الخضوع للجراحة التقليدية مثل عملية نيسن (Nissen fundoplication).
• لا يعانون من فتق كبير في الحجاب الحاجز (عادة لا يزيد عن 2-3 سم).
• لديهم ارتخاء بسيط أو متوسط في الصمام.

هل تعتبر تقنية arma بديلة عن الجراحة؟

نعم، تُعد خيارًا غير جراحي يمكن أن يؤجل أو يغني عن التدخل الجراحي لدى فئة معينة من المرضى. لكنها لا تصلح لجميع الحالات، فمثلاً:

• في حالات الارتجاع الشديد أو الفتق الحجابي الكبير، قد تظل الجراحة التقليدية هي الأفضل.
• التقنية ليست حلًا مناسبًا لمن يعانون من تآكل شديد في جدار المريء أو مريء باريت المتقدم.

ما هي مميزات تقنية أرما؟

• منظار داخلي دون فتح جراحي.
• لا تتطلب إقامة طويلة في المستشفى (غالبًا يوم واحد).
• وقت تعافٍ سريع نسبيًا.
• تقلل الاعتماد على أدوية مثبطات الحموضة على المدى الطويل.
• يمكن تكرار الإجراء إذا لزم الأمر.

هل توجد آثار جانبية أو مضاعفات لتقنية أرما؟

رغم كونها إجراءً آمنًا نسبيًا، إلا أن بعض المضاعفات المحدودة قد تحدث، مثل:

• ألم في الحلق أو الصدر لعدة أيام.
• صعوبة مؤقتة في البلع.
• احتمال نادر للإصابة بتضيّق زائد في الصمام وقد يحتاج للتوسعة بالمنظار.
• ارتجاع الحموضة في حال عدم الاستجابة الجيدة للإجراء.
• لكن بنسبة كبيرة المضاعفات نادرة وقابلة للعلاج بسهولة إذا تم تنفيذ التقنية بيد طبيب متخصص.

كم تستغرق مدة التعافي بعد تقنية آرما arma لعلاج ارتجاع المريء؟

• يُسمح للمريض بالعودة للمنزل في نفس اليوم غالبًا أو اليوم التالي، ويُوصى المريض باتباع نظام غذائي سائل أو لين لعدة أيام، ومن ثم يبدأ العودة إلى حياته الطبيعية خلال أسبوع تقريبًا.

ما نسبة نجاح تقنية arma؟

تشير الدراسات الحديثة إلى أن:

• نسبة تحسن الأعراض تصل إلى 70-80% خلال أول 6 إلى 12 شهرًا.
• العديد من المرضى يقللون أو يوقفون أدوية الحموضة بعد الإجراء مباشرة.
• قد يحتاج البعض إلى جلسة تكميلية في المستقبل.
• لكن تظل النتائج متوقفة على مدى مناسبة الحالة للتقنية ومدى التزام المريض بالتعليمات بعد الإجراء.

هل يمكن استخدام أرما مع علاجات أخرى؟

نعم قد تُستخدم تقنية arma كجزء من نهج علاجي متكامل يشمل:

• تحسين نمط الحياة (الوزن، نوع الطعام، النوم).
• الأدوية في بعض الحالات.
• المتابعة المستمرة مع الطبيب لضمان استمرار التحسن.

من هو الطبيب المؤهل لإجراء تقنية أرما؟

ينبغي أن يكون طبيبك المعالج:

• استشاريًا في أمراض الجهاز الهضمي أو الجراحة العامة.
• لديه خبرة عملية كبيرة في المناظير العلاجية المتقدمة.
• يعمل في مركز متخصص لديه وحدة متقدمة لعلاج ارتجاع المريء.