إن محاولة الوصول إلى الوزن المثالي والقوام الممشوق لم تعد حلمًا بعيد المنال في وقتنا الحالي، فرغم أن ممارسة التمارين الرياضية، والالتزام بنظام غذائي صحي يعد من أهم النصائح التي يجب أن يلتزم بها جميع الناس، بل وأن يكون ذلك جزءًا من نمط حياتهم اليومية.. إلا أنه في كثير من الأحيان يرغب الشخص في التخلص من الوزن الزائد بصورة سريعة، ليلاحظ الفارق ويجد النتيجة فورية أمام عينيه.
ولكن هذا الأمر يصعب الوصول إليه بهذه السرعة من خلال الأنظمة الرياضية والأنظمة الغذائية فقط، بل يحتاج إلى عامل مساعد.. وهذا العامل هو ما يجعلنا نتحدث اليوم عن أفضل عمليات إنقاص الوزن والفرق بينها.

عمليات إنقاص الوزن

هناك نوعين رئيسين من أنواع عمليات إنقاص الوزن، وذلك على النحو التالي:

أولا: إنقاص الوزن عن طريق تصغير حجم المعدة جراحيًا، وهو ما يعني دوام هذا الأمر، وعدم إمكانية العودة في هذا الإجراء مرة أخرى، ويعني أيضًا استمرارية النتائج لأطول فترة ممكنة، ويتمثل هذا النوع في عدة عمليات، مثل: عملية تكميم المعدة، وعملية تحويل المسار.
ثانيًا: إنقاص الوزن عن طريق تصغير حجم المعدة بوسيلة مؤقتة، وهو ما يعني عدم تغيير فسيولوجيا الجسم، وعدم قص أي جزء من المعدة أو تصغير حجم المعدة نفسها، بل يتم الاعتماد في هذا النوع من العمليات على شغل مساحة المعدة، لتقليل المساحة المتبقية لتناول الطعام، ويتمثل هذا النوع في عدة عمليات، مثل: عملية بالون المعدة للتخسيس، وكبسولة المعدة المبرمجة الذكية.
وفيما يلي بيان الفرق بين هذه الأنواع المختلفة.

الفرق بين بالون المعدة وتكميم المعدة وتحويل المسار

لنعرف الفرق بين أنواع عمليات السمنة المختلفة علينا أن نتعرف أولاً على طبيعية هذه العمليات، وهذا ما نشرع في الحديث عنه الآن:
عملية تكميم المعدة
تعتبر واحدة من أشهر جراحات السمنة المفرطة، وتعتمد على تقليص حجم المعدة من خلال استئصال جزء كبير منها، يتجاوز الـ 70% من حجمها في بعض الأحيان، وذلك يعني أن الجزء المتبقي لن يتسع لتناول الكثير من الطعام، وبالتالي يبدأ المريض في فقدان الوزن تدريجيًا مع مرور الوقت.
ولكن لا تُجرى هذه العملية إلا لمن يعانون من السمنة المفرطة، وليس مجرد زيادة الوزن عن المعدل الطبيعي بنسبة بسيطة.

عملية تحويل مسار المعدة

من اسم هذه العملية يتبين وظيفتها وأهميتها الكبرى، وهي تحويل مسار الطعام.. ولكن لماذا هذا الإجراء؟
في الوضع الطبيعي يمرّ الطعام عبر المعدة إلى الأمعاء ليتم امتصاصه بصورة تدريجية، فيحصل الجسم على حاجته من الطعام ليحولها إلى طاقة، والفائض يقوم بتخزينه في صورة دهون.. وهذا هو السبب الرئيسي في زيادة الوزن.
ولإنقاص الوزن من خلال هذه العملية.. يقوم الجراح بتصغير حجم المعدة، وتصغير المسار الذي يمر الطعام من خلاله في الأمعاء الدقيقة، وبالتالي يقل امتصاص الطعام، ويأخذ الجسم حاجته فقط، ويتم تعويض المعادن والفيتامينات التي تنقص الجسم من خلال مصادر دوائية خارجية.

عملية بالون المعدة

بخلاف العمليتين السابقتين اللتين تعتمدان على جراحة لتصغير حجم المعدة، أو تقليل طول الأمعاء “مسار الطعام”، فإن هذه العملية تعتبر وسيلة آمنة وسهلة للتخسيس والتخلص من الوزن الزائد.
وتعتمد هذه العملية على وضع بالون مملوء بالمحلول الملحي داخل المعدة ليشغل مساحة كبيرة منها، وبالتالي يشعر المريض دائمًا بالامتلاء والشبع، وتقل رغبته في تناول الطعام، ويبدأ في فقدان الوزن تدريجًا.
ولكن مما ينبغي التنويه عليه، هو أن عملية بالون المعدة للتخسيس لا تصلح للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، بل لمن يعانون من السمنة البسيطة والمتوسطة.

الملخص

يكمن الفارق بين عمليات التخسيس المختلفة في طريقة الإجراء التي تعتمد عليها، وما إذا كانت جراحية أم غير جراحية، والأشخاص الذين تناسبهم إحدى هذه العمليات عن عملية أخرى.
فبعض الأشخاص يعانون من السمنة المفرطة، فيكون الخيار المثالي لهم إذا هو عملية تكميم المعدة أو تحويل المسار -خاصّة إذا كانوا مصابين ببعض الأمراض المصاحبة للسمنة-.
وبعض الأشخاص يعانون من السمنة البسيطة أو المتوسطة، فحينها لن يكون لإجراء تكميم المعدة أو تحويل المسار داعٍ، بل تكون أفضل عمليات إنقاص الوزن حينئذ هي عملية بالون المعدة أو كبسولة المعدة.