عمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية
عمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية هي واحدة من أهم العمليات التي تُجرى لعلاجِ مشكلة خطيرة للغاية، تصل خطورتها إلى حد تعرض المريض للوفاة.. وهذه المشكلة هي انسداد القنوات المرارية. ما تفاصيل هذه العملية؟ وما هو الفرق بين الدعامة البلاستيك والدعامة المعدنية للمرارة؟ و كيف يتم إزالة دعامة المرارة؟
نتعرف على إجابة هذه التساؤلات من خلال ما يوضّحه الدكتور رامي سعيد -استشاري مناظير الجهاز الهضمي والكبد- في السطور القادمة.
ما هي دعامات القنوات المرارية؟ ولماذا نلجأ لها؟
دعامة القنوات المرارية هي واحدة من الطرق المستحدثة لعلاج انسداد القنوات المرارية بأسبابه المختلفة، ففي بعض الأحيان قد يصاب المريض بأورام مجاورة للقنوات المرارية، مما يتسبب في الضغط على هذه القنوات، ومن ثم تتعرض للضيق أو الانسداد مع مرور الوقت.
وتُصنّف هذه الحالة كواحدة من أخطر الحالات التي تصيب الجهاز الهضمي، فعند انسداد القنوات الصفراوية أو القنوات المرارية فإن ذلك يعني العصارة في الكبد والدم، مما يؤدي إلى حدوث عدوى أو التهابات شديدة، أو ما يعرف باسم “الصفراء”.
وتتسبب هذه الحالة في عدة أعراض مزعجة، منها: الضعف العام، والشعور بالغثيان والرغبة في القيء، والألم الشديد في جانب البطن، وأخيرًا اصفرار الجلد والعين (وهي الحالة التي تعرف باسم اليرقان أو الصفراء)، ومن ثم يكون المريض عرضة للوفاة إذا لم يتدخل الأطباء سريعًا.
وهنا تظهر الحاجة لـ عمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية، إذ تعمل الدعامات بنوعيها -البلاستيكي والمعدني- بإعادة فتح مسار القنوات المرارية، حتى تدفق الصفراء بصورة طبيعية، وتمر هذه الحالة بسلام، ومن ثم يتم إزالة الدعامات في وقت لاحق بعد أداء مهمتها.
اسباب انسداد القنوات المرارية وكيف يتم تشخيصها - علاج انسداد القنوات المرارية
كيف تُجرى عمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية؟
تُجرى عمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية عن طريق منظار القنوات المرارية أو القسطرة.. إذ يتم الوصول إلى القنوات المرارية وتحديدًا عن المنطقة التي يوجد بها الانسداد أو الضيق، ومن ثم يتم توسيع هذه المنطقة بالبالون.
ويلي هذه الخطوة تركيب الدعامة في القنوات المرارية، ويتم الاختيار بين الدعامة البلاستيكية أو الدعامة المعدنية حسب حالة كل مريض، والسبب وراء الانسداد الحاصل في القنوات المرارية، وفيما يلي سنتعرّف تفصيليًا على الفرق بين الدعامة البلاستيك والدعامة المعدنية.
الفرق بين الدعامة البلاستيك والدعامة المعدنية للقنوات المرارية
بصورة عامّة، لكلا الدعامتين أهمية كبيرة في علاج انسداد القنوات المرارية وإعادة تصريف الصفراء مرة أخرى، ولكن في بعض الأحيان قد يفضّل الطبيب “المتخصص” استخدام نوع عن آخر، ويرجع ذلك عادة إلى السبب وراء حدوث الانسداد.
فعندما يكون الانسداد حاصلًا بسبب وجود ورم خبيث، فغالبًا ما ستحتاج الحالة إلى تركيب دعامة معدنية، ويرجع ذلك إلى قدرة هذه الدعامة على البقاء لفترة أطول، وفاعليتها مع العلاج الكيماوي والإشعاعي.
أما إذا كان السبب وراء الانسداد هو وجود التهابات أو أورام حميدة، أو أي سبب آخر لا يستدعي بقاء الدعامة لفترة طويلة داخل القنوات المرارية، فعندها يكون الخيار المناسب بالنسبة للطبيب هو استخدام الدعامة البلاستيكية.
ملحوظة: لا يرجع اختيار نوع الدعامة إلى المريض مطلقًا، فالاختيار مبني على اعتبارات طبيّة متعددة، من أهمها حجم القنوات المرارية، إذ إن الدعامة المعدنية حجمها أصغر من الدعامة البلاستيكية، ولذا من شأنها أن تستخدم في حالات القنوات المرارية ذات القُطر الصغير.
كيف يتم إزالة دعامة المرارة؟
إن عمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية ليست حلًا دائمًا، ولا يتم تركها داخل الجسم إلى الأبد -كما هو الحال في دعامات الشرايين القلبية-، بل يتم إزالتها فور انتهاء وظيفتها حتى لا تلتصق بالقنوات المرارية وتتسبب في حدوث انسداد مرة أخرى.
ويتم إزالة دعامة المرارة عن طريق منظار القنوات المرارية أو القسطرة، كما هو الحال في الطريقة المتّبعة في تركيب هذا النوع من الدعامات.